الخلاصة النافعة بالأدلة القاطعة في فوائد التابعة،

أحمد بن الحسن الرصاص (المتوفى: 621 هـ)

المسألة السادسة في الامتحانات

صفحة 139 - الجزء 1

المسألة السادسة في الامتحانات

  والكلام منها يقع في ثلاثة مواضع:

  ١ - أحدها: في إضافة هذه الآلام إلى الله تعالى.

  ٢ - والثاني: في حسنها، والوجه الذي لأجله حسنت.

  ٣ - والثالث: في حقيقة الاعتبار، والعوض، والوجه الذي لأجله حسنت.

  (١) أما الموضع الأول: فمذهبنا أن هذه الآلام النازلة بالعباد، والخارجة عن مقدوراتهم، فعل الله تعالى، والخلاف في ذلك مع الملاحدة، والثنوية، والمجوس، والطبائعية، والمطرفية.

  ١ - أما الملاحدة فإنهم يقولون: إنها قديمة، لاعتقادهم أن العالم قديم.

  ٢ - وأما الثنوية فإنهم يقولون: إنها تحصل من قبيل الظلمة، لاعتقادهم أن الظلمة تفعل الشر بطبعها.

  ٣ - وأما المجوس فإنهم يقولون: إنها تحصل من قبيل الشيطان، لاعتقادهم أنه يفعل الشر، ولا يقدر على فعل الخير، وإلى ذلك ذهب بعض المطرفية.

  وأما الطبائعية وسائر المطرفية فإنهم يقولون: إنها تحصل بتأثيرات الطبع، وإحالات الأجسام.

  والدليل على صحة ما ذهبنا إليه وفساد ما ذهبوا إليه، أن هذه الآلام محدثة، والمُحْدَث لابد له من مُحْدِث، ومُحْدِثها لا يجوز أن يكون سوى الله سبحانه وتعالى، وهذه الدلالة مبنية على ثلاثة أصول:

  ١ - أحدها: أن هذه الآلام محدثة.