الخلاصة النافعة بالأدلة القاطعة في فوائد التابعة،

أحمد بن الحسن الرصاص (المتوفى: 621 هـ)

الفصل الأول في بيان معاني الألفاظ

صفحة 42 - الجزء 1

  بعضها منه، مع مشقة تلحقه في الفعل والترك، ما لم يكن ملجأ إلى شيء من ذلك.

  قلنا: (أُعلم) ولم نقل عَلِم احترازاً من الله تعالى، فإنه عالم بوجوب الواجبات وقبح المقبحات، وليس بمكلف؛ لأنه لم يُعلِمْه بذلك أحد؛ لأنه عالم لذاته على ما نبينه فيما بعد إن شاء الله تعالى.

  والواجبات على الله تعالى ستة، وهي:

  ١ - التمكين للمكلفين.

  ٢ - البيان للمخاطبين.

  ٣ - اللطف للمتعبدين.

  ٤ - العوض للمؤلمين.

  ٥ - قبول توبة التائبين.

  ٦ - الثواب للمطيعين.

  والدليل على ذلك، أن الله تعالى لو لم يمكن المكلفين مما كلفهم، لكان قد كلفهم ما لا يطيقونه، وذلك لا يجوز منه تعالى على ما يأتي بيانه.

  ولو لم يبين للمخاطبين لكان قد كلفهم ما لا يعلمونه، وذلك قبيح بلا خلاف بين العقلاء، والله تعالى لا يفعل القبيح على ما يأتي بيانه، إن شاء الله تعالى.

  ولو لم يلطف بالمتعبدين لكان غير مزيح لعللهم وذلك قبيح، والله يتعالى عن ذلك.

  ولو لم يعوض المؤلمين لكان إنزاله للألم قبيحاً، على ما يأتي بيانه ويتعالى الله عن ذلك.