الخلاصة النافعة بالأدلة القاطعة في فوائد التابعة،

أحمد بن الحسن الرصاص (المتوفى: 621 هـ)

(7) المسألة السابعة إن الله تعالى لا يريد الظلم

صفحة 150 - الجزء 1

  وقوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ الله مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ} إلى قوله: {فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ}⁣[النحل: ٣٥].

  فحكى الله تعالى عن المشركين أنه ما شاء شركهم، وأكذبهم ووبخهم على ذلك، وأخبر أنهم يتبعون الظن، وقد قال تعالى: {إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا}⁣[النجم: ٢٨] وأخبر أنهم يخرصون، والخرص هو الكذب.

  ثم قال تعالى: {هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا}⁣[الأنعام: ١٤٨] فهذه الآية لا تقال إلا للمبطلين، فبطل ما تعلق به المخالف من ألفاظ المشيئة .... وصح ما ذهبنا اليه من أن الله تعالى غير مريد للقبائح ومن أنصف نفسه كفاه القليل ومن كابر منعه الدليل.

  ***