الخلاصة النافعة بالأدلة القاطعة في فوائد التابعة،

أحمد بن الحسن الرصاص (المتوفى: 621 هـ)

(10) المسألة العاشرة أن محمدا ÷ نبي صادق

صفحة 160 - الجزء 1

(١٠) المسألة العاشرة أن محمداً ÷ نبي صادق

  هذا هو مذهبنا والخلاف في ذلك مع اليهود، والنصارى، فإنهم لا يقرون بنبوته.

  والدليل على صحة ما ذهبنا إليه وفساد ما ذهبوا إليه: أن محمداً ÷ قد ظهر المعجز على يديه، عقيب دعوة النبوة، والمعجز لا يظهر عقيب دعوى النبوة إلا على يدي نبي صادق، وهذه الدلالة مبنية على أصلين:

  أحدهما: أن المعجز ظهر على يده عقيب دعوى النبوة.

  والثاني: أن المعجز لا يظهر عقيب دعوى النبوة إلا على يدي نبي صادق.

  أما الأصل الأول

  فالذي يدل عليه: أن محمداً ÷ لما كان في الوقت المعلوم، و الحال المعلوم، على ما هو عليه معروف، من نسبه، وبلدته، ادعى النبوة لنفسه، وجاء بالقرآن ولم يُسمع قبله من غيره، وجعله معجزة له، وتحدى العرب أن يأتوا بمثله، فلم يأتوا بشيء مما تحداهم به، وإنما تركوا الإتيان بذلك لعجزهم عنه، فثبت أنه معجزة له جارية مجرى معجزات الأنبياء $، وهذه الدلالة مبنية على ثمانية أصول:

  أحدها: أن محمداً ÷ كان في الدنيا.

  وثانيها: أنه ادعى النبوة لنفسه.

  وثالثها: أنه جاء بالقرآن، ولم يسمع قبله من غيره.

  ورابعها: أنه جعله معجزة له.

  وخامسها: أنه تحدى العرب أن يأتوا بمثله.

  وسادسها: أنهم لم يأتوا بمثله، ولا بشيء من ذلك.

  وسابعها: أنهم إنما تركوا الإتيان بمثله لعجزهم عن ذلك.

  وثامنها: أنه يثبت بذلك أنه معجزة له.