الخلاصة النافعة بالأدلة القاطعة في فوائد التابعة،

أحمد بن الحسن الرصاص (المتوفى: 621 هـ)

(10) المسألة العاشرة أن محمدا ÷ نبي صادق

صفحة 162 - الجزء 1

  فلما لم يأتوا بشيء من ذلك توعدهم وتهددهم، فقال: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ}⁣[البقرة: ٢٤] وهذا غاية التحدي والباعث على المعارضة، ولا شك أنهم كانوا يسمعون هذه الآيات، كما يسمعون سائر القرآن.

  ***

  وأما الأصل السادس: وهو أنهم لم يأتوا بشيء مما تحداهم به.

  فالذي يدل على ذلك: أنهم لو عارضوا القرآن الكريم، أو شيئاً منه بما يقدح في إعجازه، لوجب أن تنقل إلينا معارضته على حد نقله، ومعلوم أنها لم تنقل، وهذه الدلالة مبنية على أصلين:

  أحدهما: أنهم لو عارضوا القرآن الكريم، أو شيئاً منه، بما يقدح في إعجازه، لوجب أن تنقل إلينا معارضته، على حد نقله.

  والثاني: أنها لم تنقل.

  ١ - فالذي يدل على الأول: أن العادة جارية في كل متعارضين، متى نقل أحدهما على وجه الاشتهار، أن ينقل الآخر كذلك، ألا ترى إلى نقائض جرير والفرزدق، كيف استوى نقلهما في الاشتهار والظهور.

  وكان الموجب لذلك، أن الذي يدعو إلى نقل أحدهما من تعجب