الخلاصة النافعة بالأدلة القاطعة في فوائد التابعة،

أحمد بن الحسن الرصاص (المتوفى: 621 هـ)

(10) المسألة العاشرة أن محمدا ÷ نبي صادق

صفحة 166 - الجزء 1

  فصيح في عصر من الأعصار، إلا وفي ذلك العصر من يساويه في الفصاحة أو يفارقه.

  ج - وأما أن يتعلق بدعوى المدعي للنبوة؛ فلأنه ÷ ادعى التميز عن العرب والعجم لأجل القرآن، وأخبر أنهم لا يأتون بمثله، ولو تظاهروا وتعاونوا فكان الأمر كما أخبر، فثبت الأصل الأول وهو أن محمداً ÷ ظهر المعجز على يديه عقيب دعوى النبوة.

  ***

  ٢ - وأما الأصل الثاني: وهو أن المعجز لا يظهر عقيب دعوى النبوة إلا على يدي نبي صادق.

  فالذي يدل على ذلك: أن المعجز يجري مجرى التصديق بالقول، لمن ظهر على يديه، وتصديق الكاذب كذب، والكذب قبيح، والله تعالى لا يفعل القبيح، فإذا بطل أن يكون من ظهر عليه المعجز كاذباً، ثبت أنه صادق، وهذه الدلالة مبنية على خمسة أصول:

  أحدها: أن المعجز يجري مجرى التصديق بالقول لمن ظهر عليه.

  والثاني: أن تصديق الكاذب كذب.

  والثالث: أن الكذب قبيح.

  والرابع: أن الله تعالى لا يفعل القبيح.

  والخامس: أنه إذا بطل أن يكون من ظهر عليه المعجز كاذباً ثبت أنه صادق.

  أما الأصل الأول: وهو أن المعجز يجري مجرى التصديق بالقول لمن ظهر عليه.

  ١ - فالذي يدل على الأول: أن المدعي للنبوة إذا قال الدليل على صدق دعواي، هو أن الله تعالى يقلب العصا حية، فيفعل الله سبحانه ذلك عقيب دعواه، جرى مجرى أن يقول له صدقت فيما ادعيت.

  وصار هذا في ضرب المثال، كمن يدعي بحظرة الملك أنه قد ولاه على الرعية، يتصرف فيها كيف يشاء، ثم قال: والدليل على صدق