الفصل الأول في بيان معاني الألفاظ
  {يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلاَئِكَةَ لاَ بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا}[الفرقان: ٢٢] أي حرماً محرماً، وكذلك أهل الآخرة فإنهم ليسوا بمكلفين؛ لأنهم قد صاروا ملجئين إلى ما هم فيه من نعيم أو عذاب مقيم.
  ***
  (٣) وأما النظر فهو لفظة مشتركة بين معانٍ خمسة:
  ١ - أحدها: نظر العين وهو تقليب الحدقة السليمة من جهة المرئي التماساً لرؤيته، يحكيه قول الشاعر:
  نظروا إليك بأعينٍ مزورةٍ ... نظر التيوس إلى شفار الجازر
  وعلى هذا المعنى حمل قول الله تعالى في قصة المنافقين: {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ}[التوبة: ١٢٧].
  معناه قلب أحدهم حدقته السليمة في جهة المرئي التماساً لرؤيته.
  ٢ - وثانيها: بمعنى نظر المقابلة، يقال: دار فلان ينظر الى دار فلان أي يقابلها ويقال الجبلان يتناظران: معناه يتقابلان، ويدل عليه قول الشاعر:
  إذا نَظَرَتْ إليَّ جبالُ أحدٍ ... أَفادتني بنظرتها سرورا
  معناه إذا قابلتني، وعليه يحمل قول الله تعالى في قصة الأصنام: {وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ}[الأعراف: ١٩٨] معناه يقابلونك يا محمد.
  ٣ - وثالثها: نظر الانتظار، وهو التوقع لحصول أمر في المستقبل، يدل عليه قول الشاعر: