الفصل الأول في بيان معاني الألفاظ
  وجوه يوم بدر ناظرات ... إلى الرحمن يأتي بالخلاص
  معناه منتظرة، وعليه حمل قول الله تعالى في قصة بلقيس السبائية: {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ}[النمل: ٣٥] معناه منتظرة.
  ٤ - ورابعها: نظر الرحمة، وهو إرادة حصول منفعة للغير أو دفع مضرة عنه، يحكيه قول الشاعر:
  انظر إليَّ بعين برك نظرةً ... فالفقر يزري والنعيم يبجِلُ
  وعليه حمل قول الله تعالى في قصة أهل النار: {وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[آل عمران: ٧٧] معناه لا يرحمهم.
  ٥ - وخامسها: نظر الفكر وهو المعنى الذي متى وجد في الواحد منا أوجب كونه متفكراً، والإنسان يعلم ذلك من نفسه، فإنه يفرق بين حاله إذا كان متفكراً وبين حاله إذا كان غير متفكر، يحكيه قول الشاعر:
  انظر بفكرك تستبين المنهجا ... واعلم بأن الفكر هو سبب النجا
  وعليه حمل قوله تعالى: {أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إلى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ١٧ والى السماء كيف رفعت}[الغاشية: ١٧] معناه أفلا يتفكرون في خلقها؛ لأنهم قد كانوا ينظرون إليها نظر الأحداق، فلم يأمرهم بالنظر الذي فعلوه، وإنما حثهم على النظر الذي أهملوه، وهو الفكر بالقلب.
  ***
  وأما المؤدي: فمعناه الموصّل، يقال: أدتني الطريق إلى المسجد أي أوصلتني إليه،