الخلاصة النافعة بالأدلة القاطعة في فوائد التابعة،

أحمد بن الحسن الرصاص (المتوفى: 621 هـ)

(7) المسألة السابعة في إمامة الامام علي #

صفحة 208 - الجزء 1

  حسدت، وعلى كلهم بغيت، فإن يكن ذلك كذلك، فليس الجناية عليك، فيكون العذر فيها إليك، وقلت إني كنت أقاد كما يقاد الجمل المخشوش، حتى أبايع أبا بكر، فلعمر الله لقد أردت أن تذم فمدحت، وأن تفضح فافتضحت، وما على المسلم من غضاضة من أن يكون مظلوماً، ما لم يكن شاكاً في دينه، ولا مرتاباً في يقينه، هذه حجتي إلى غيرك قصدها، ولكني أطلقت لك بقدر ما سنح من ذلك».

  وقال #: «لولا حضور الحاضر، ووجوب الحجة لوجود الناصر، لألقيت حبلها على غاربها، ولسقيت آخرها بكأس أولها»، قال هذا: لما طولب بالبيعة بعد قتل عثمان.

  وقال # في خطبته المعروفة بالشقشقية: والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة، وهو يعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى، ينحدر عني السيل، ولا يرقى إليّ الطير، فسدلت دونها ثوباً، وطويت عنها كشحاً، وطفقت ارتأي، بين أن أصول بيدٍ جذّا، أو أصبر على طخيةٍ عمياء، فيَهْرَم فيها الكبير، ويشيب منها الصغير، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه، فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى، فصبرت وفي العين قذى، وفي الحلق شجى، أرى تراثي نهبا، حتى مضى الأول لسبيله، ثم أدلى بها إلى آخر بعد وفاته، فيا عجباً! بينا هو يستقيلها في حياته! إذ أدلى بها إلى آخر بعد وفاته، إلى آخر ما ذكر # في هذه الخطبة.

  وكل ذلك بين لمن أنصف نفسه، والحال كانت مستمرة في الإنكار على من تقدمه، وانه لم يقع ثم اجماع على امامتهم فبطل ما ادعاه المخالف من العقد والاختيار.

  ومما يؤيد ما ذهبنا إليه في هذه المسألة، ما رويناه بالإسناد الموثوق به إلى ابن عباس ¥ قال: بينا رسول الله ÷ يطوف بالكعبة إذ بدت رمانة من الكعبة فاخضر المسجد لحسن خضرتها، فتناولها رسول الله ÷ ثم مضى في طوافه، فلما قضى