الخلاصة النافعة بالأدلة القاطعة في فوائد التابعة،

أحمد بن الحسن الرصاص (المتوفى: 621 هـ)

(2) المسألة الثانية عشر في أفعال العباد

صفحة 123 - الجزء 1

(٢) المسألة الثانية عشر في أفعال العباد

  والكلام منها يقع في موضعين:

  أحدهما: في حكاية المذهب وذكر الخلاف.

  والثاني: في الدليل على صحة ما ذهبنا إليه وفساد ما ذهبوا إليه.

  ١ - أما الموضع الأول: فمذهبنا أن أفعال العباد حسنها وقبيحها منهم، لا من الله تعالى، والخلاف في ذلك مع الجهمية، والأشعرية، وضرار بن عمرو.

  أ - أما الجهمية فإنهم يقولون: إن أفعال العباد حسنها وقبيحها خلق الله فيهم، وإنما تضاف إليهم لأجل حلولها، كما تضاف حركة الشجرة إليها، وكما تضاف إليهم صورهم وألوانهم.

  ب - وأما الأشعرية فإنهم يقولون: إن المبتدآت منها، وهي التي توجد في محل القدرة فعل الله تعالى وكسب للعبد.

  وأما المسببات منها، وهي، توجد متعدياً عن محل القدرة كالطعن والضرب وما أشبهه، فإنها فعل الله تعالى، تفرد بها دون غيره، وإلى ذلك ذهبت المطرفية.