الجزء الثالث
  تريم، قال وشاهدت هذه جميعها.
  قال عمارة اليمني في تاريخه: وكان حسين بن سلامة وهو عبد نوبي وزّر لأبي الجيش بن زياد صاحب اليمن أنشأ الجوامع الكبار والمنارات الطوال من حضرموت إلى مكة وطول المسافة التي بنى فيها ستون يوما وحفر الآبار الروية والقلب العادية فأولها شبام وتريم مدينتي(١) حضرموت واتصلت عمارة الجوامع منها إلى عدن والمسافة عشرون مرحلة في كل مرحلة منها جامع ومئذنة وبئر وبقي مستوليا على اليمن ثلاثين سنة ومات سنة ٤٣٣ وذكر له فضائل وجوامع في كل بلدة من اليمن عدن والجند.
  قلت: وهي في الأصل منسوبة إلى قبيلة من اليمن وهذه المذكورة بطون منها، وقال ابن الكلبي: ولد أسعد بن جشم بن حاشد عبد اللّه وهو شبام بطن وشبام جبل سكنه عبد اللّه منهم حنظلة بن عبد اللّه الشبامي قتل مع الحسين ¥. وقال الحازمي: شبام جبل باليمن نزله أبو بطن من همدان فنسب اليه وبالكوفة طائفة من شبام منهم عبد الجبار بن العباس الشبامي الهمداني من أهل الكوفة يروي عن عوف بن أبي حجيف وعطاء بن السائب وكان غاليا في التشيّع وتفرد بروايات المقلوبات عن الثقات، روى عنه عون بن أبي زيادة والكوفيون، ووجدت في كتاب ابن أبي الدمينة شبام أقيان أيضا وهو أقيان بن حمير. انتهى ما ذكره ياقوت.
  قلت: وقد تقدم ذكر أقيان وهو شبام كوكبان، وفيما ذكره ياقوت آنفا من وصف جبل شبام نظر فمياه شبام لا يتصور وصولها إلى صنعاء ولا أدري من هو أحمد بن محمد الهمداني الذي نقل ياقوت كلامه. وقال ابن مخرمة في كتاب النسبة إلى البلدان: شبام مدينة قديمة عظيمة بحضرموت بينها وبين تريم سبعة فراسخ إليها ينسب جمع كثير وخرج منها جماعة من الفضلاء منهم الفقهاء بنو شراحيل والفقيه أبو بكر بامهرة والفقيه محمد بن أبي بكر عباد والفقيه الصالح إبراهيم بن محمد الشبامي والفقيه عبد الرحمن مزروع والفقيه محمد بن عبد الرحمن باصهي، وشبام أيضا جبل قرب صنعاء منيع جدا وفيه قرى ومزارع وجامع كبير وهو عمل مستقل بنفسه
(١) الصحيح مدينتا.