الجزء الثالث
  ووشت حدائقه عليك مطارفا ... يختال في حبراتها عطفاك
  ولقد خصصت بنشر فضل أصبحت ... فيه القلوب وهن من أسراك
  أصبوا إلى أنفاس طيبك كلما ... أشرى بنفحتها نسيم صباك
  وتقر عيني أن أراك أنيقة ... لا رمل عرجاء ودوح أراك
  كم من غريب الحسن فيك كأنما ... مرآه في إشراقة مرآك
  فتانة اللحظات تصطاد النهى ... ألحاظها قبضا بلا أشراك
  وقال أدخل أفنون عليها الألف واللام فقال:
  سألت عنهم وقد شدت أباعرهم ... ما بين رحبة ذات العيص فالعدن
  انتهى ما ذكره ياقوت. وقد ذكر «العر: جبل عدن فقال: العر جبل عدن وفيه يقول السيد الحميري:
  لي منزلان بلحج منزل وسط ... منها ولي منزل بالعر من عدن
  فذو كلاع حوالي في منازلها ... وذو رعين وهمدان وذو يزن
  انتهى ما ذكره ياقوت
  قلت: وفي عدن من آثار الملوك الحميرية الطريق المنقورة في الجبل ويعرف الآن بجبل حديد وهي باقية إلى اليوم تمر منها الجمال بحمولتها والنقر في جبلين بينهما فتحة.
  ومن آثارها الصهاريج العجيبة التي تخزن الماء النازل من جبل عدن وهي عامرة إلى اليوم يقصدها السواح(١) من البلاد البعيدة.
  ويسكن عدن في عصرنا اليوم وهو عام ١٣٦٠ أخلاط من الأمم المختلفة الأجناس والأديان من عرب اليمن بما في ذلك حضرموت، والشام، ومن الصومال والحبش، ومن الهنود هؤلاء هم المسلمون وهم الأكثر في عدن، ويخالطهم طوائف من اليهود والنصارى والبانيان والمجوس.
  وتبلغ نفوس سكان عدن في العصر الحاضر بما في المعلّي والتواهي والشيخ عثمان منها إلى نحو ثمانين ألف نفس تقديرا.
(١) الصحيح السياح.