مجموع بلدان اليمن وقبائلها،

محمد بن أحمد الحجري (المتوفى: 1380 هـ)

الجزء الثالث

صفحة 586 - الجزء 3

  وعدن اليوم همزة الوصل بين مشارق الأرض ومغاربها تمر منها السفن البحرية على اختلاف أجناسها وتأخذ منها محتاجها للسفر كالبترول والفحم وغير ذلك.

  وحكى الأهدل في تاريخه: من فضلاء عدن أبو مروان الحكم بن أبان بن عفان بن الحكم بن عثمان العدني أدرك ابن طاووس بالجند فأخذ عنه، وكان يقال الحكم بن أبان سيد أهل اليمن وامتحن بقضاء عدن، ومسجد أبيه المعروف عند أهل عدن بمسجد أبان مشهور بالبركة وبه أقام أحمد بن حنبل حين قدم عدن للأخد عن ولد هذا إبراهيم بن الحكم.

  ومن فضلاء عدن أبو عبد اللّه محمد بن عبد ربه بن الحسن العدني قال السمعاني: كان فقيها فاضلا قدم بغداد وتفقه على الشيخ أبي إسحاق وسمع وحدّث باليمن، نقل عنه صاحب البيان وذكره ابن الصلاح. انتهى ما ذكره الأهدل.

  قلت: وقد صنف ابن مخرمة كتابا في تاريخ عدن وذكر فيه كل من سكن عدن أو دخلها من العلماء والأعيان، وهو مفيد في بابه فمن ذلك قوله في ذكر أبي حمير سبأ بن أبي السعود بن زريع بن العباس بن المكرم الهمداني اليامي الجشمي قال: وكان سبب استيلائه على عدن أن الداعي علي بن محمد الصليحي لما استولى على عدن وأخذها من بني معن وكانوا قد استولوا بعد موت الحسين بن سلامة عليها وعلى لحج وأبين وحضرموت والشحر وليسوا من ذرية معن بن زائدة فأبقاها الصليحي تحت أيديهم وجعلهم نوابا له فيها فلما تزوج ابنه المكرم على الحرة السيدة بنت أحمد جعلها علي بن محمد الصليحي صداقها، وكان بنو معن يرفعون خراجها إلى السيدة في أيام الصليحي فلما قتل الصليحي تغلب بنو معن على ما تحت أيديهم فقصدهم المكرم إلى عدن وأخرجهم منها وولاها العباس ومسعود ابني المكرم الهمداني وكانت لهما سابقة محمودة فجعل للعباس حصن التعكر وباب البر وما يدخل منه وجعل للمسعود حصن الخضراء وباب البحر وما يدخل منه وإليه أمر البلد واستحلفهما للسيدة فلم يزل يرفع خراج عدن إلى السيدة كل سنة مائة ألف دينار وتارة ينقص وتارة يزيد إلى أن توفي