حرف الهاء
  قال في نثر الدر المكنون: والمفخرة العظمى التي اختص اللّه تعالى بها شعب همدان دون سائر أبناء قحطان وهي سجوده ÷ شكرا للّه على إسلامهم، ولأن قبائل اليمن غير النفر الأشعريين اقتدت بهمدان في اعتناقها الإسلام من غير مناصبة حرب ولا قتال.
  عن جابر بن عبد اللّه ® قال: كان رسول اللّه ÷ يعرض نفسه على الناس في المواقف فيقول: هل من رجل يحملني إلى قومه فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي ø؟ فأتاه رجل من همدان، فقال: أنا يا رسول اللّه، فقال ممن أنت؟ قال الرجل: من همدان، فقال: وهل عند قومك من منعة؟ قال: نعم، ثم إن الرجل: خشي أن يخفره قومه فأتى رسول اللّه ÷ فقال أآتي قومي أخبرهم ثم آتيك من عام قابل؟ قال: نعم، فانطلق وجاء وفد الأنصار في رجب. رواه أحمد ورجاله ثقات.
  وعن البراء بن عازب قال: بعث النبي ÷ خالد بن الوليد إلى اليمن يدعوهم إلى الإسلام فلم يجيبوه فبعث عليا # وكنت فيمن عقب مع علي # فلما دنونا من القوم خرجوا إلينا ثم تقدم فصلى بنا علي # ثم صفّنا صفا واحدا وتقدم بين أيدينا وقرأ عليهم كتاب رسول اللّه ÷ فأسلمت همدان جميعا فكتب علي إلى رسول اللّه ÷ بإسلامهم فلما قرأ ÷ الكتاب خرّ ساجدا ثم رفع رأسه فقال:
  السلام على همدان ثم تتابعت أهل اليمن على الإسلام وقال رسول اللّه ÷: «نعم الحي همدان ما أسرعها إلى النصر وأصبرها على الجهد وفيهم أبدال وفيهم أوتاد الإسلام» أخرجه ابن سعد في طبقاته.
  انتهى ما ذكره الأهدل باختصار.
  قلت: وما تمتاز به همدان مدح مولانا أمير المؤمنين علي # لهم بقوله:
  تيممت همدان الذين هم هم ... إذا ناب خطب جنتي وسهامي
  وناديت فيهم دعوة فأجابني ... فوارس من همدان غير لئام