الفن الثاني علم البيان
  
  والمعنى على الكسر؟! وقول ابن جنى: إن الكاف ليست الآن متعلقة بشئ ولو كانت مصدرية لتعلقت بشئ سواء أكانت اسما أم فعلا، فإنها تكون مع ما بعدها في تأويل المفرد، وهذا المفرد لا بد له أن يتعلق بشئ، ثم يلزم أن يكون في الكلام محذوف كما به الجملة، وابن جنى لا يقول: إن في الكلام محذوفا كما سيأتي نقله عنه، وقول ابن جنى: إن المكسورة لا يتقدمها حرف الجر ثم قوله: إن الكاف هذه جارة لعل الجمع بينهما أن المكسورة لفظا ومعنى لا يتقدمها حرف الجر، أما المكسورة معنى فيتقدمها إذا كانت مفتوحة في اللفظ، فإن قلت: الفتح اللفظي لا أثر له في منع حرف الجر إذا كان المعنى على الكسر بل المانع معنى الكسر لما فيه من عدم الانحلال بمفرد.
  قلت: معنى الكسر يمنع من أن يتصل بأن حرف حال في موضعه، أما حرف على نية التأخير موضوع في غير موضعه فلا مانع منه غير أنه باب سماع فلا يقاس عليه مثله.
  وقول بعض البصريين: القول بالتركيب خطأ لأنه يلزم قائله أن يأتي بخبر الكاف ليس بصحيح، لأنه يوهم أن «أن» عنده مصدرية.
  (القول الثاني): وإليه ذهب الزجاج، أن الكاف جارة في موضع رفع فإذا قلت:
  كأني أخوك ففيه حذف التقدير: كأخوتى إياك موجود لأن أن وما علمت فيه بتقدير مصدر ولا تكون الكاف على هذا مقدمة من تأخير.
  قال ابن عصفور: وما ذهب إليه أبو الفتح أظهر لأن العرب لم تذكر «موجود» مع هذا الكلام قط.
  وهذا الكلام من ابن عصفور يقتضى أنه فهم عن ابن جنى ما فهمناه عنه من كون أن في كأن غير منحلة لمفرد فإنه لو قال بذلك لاتحد مذهبه ومذهب الزجاج.
  (قلت): فإذا علمت ذلك اتجه أمران: أحدهما: النزاع في أن كأن يليها المشبه به.
  الثاني: لك أن تقول: أي تركيب في كأن حينئذ غايته أن الكاف إن كانت مقدمة من تأخير فهي حرف وضع في غير موضعه جاور حرفا آخر، وكذلك إن كانت غير