الفن الثالث: علم البديع
  وقوله [من الوافر]:
  فمشغوف بآيات المثاني ... ومفتون برنّات المثاني(١)
  وقوله [من السريع]:
  أمّلتهم ثم تأمّلتهم ... فلاح لي أن ليس فيهم فلاح(٢)
  وقوله [من المتقارب]:
  ضرائب أبدعتها في السّماح ... فلسنا نرى لك فيها ضريبا(٣)
  وقوله [من الطويل]:
  إذا المرء لم يخزن عليه لسانه ... فليس على شئ سواه بخزّان
  فمشغوف بآيات المثاني ... ومفتون برنّات المثاني(٤)
  المثاني الأول القرآن والآخر جمع مثنى وهو آلة من آلات اللهو، ومثال الثامن وهو ما كان الصدر منه في أول المصراع الثاني قول الأرجانى:
  أملتهم ثم تأملتهم ... فلاح لي أن ليس فيهم فلاح
  ومثال التاسع وهو ما إذا كانا ملحقين بالجناس بالاشتقاق الأصغر والصدر في أول المصراع الأول قوله أي البحتري:
  ضرائب أبدعتها في السماح ... فلسنا نرى لك فيها ضريبا
  فإن الضرائب الأشكال، والضريب الشكل والشبيه ومثال العاشر، وهو ما كان كذلك والصدر في حشو المصراع الأول، قوله أي امرئ القيس:
  إذا المرء لم يخزن عليه لسانه ... فليس على شئ سواه بخزّان(٥)
(١) آيات المثاني: القرآن، ورنات المثاني: المزامير.
(٢) البيت للأرجانى من قصيدة يمدح فيها شمس الملك بن نظام الملك، أورده الجرجاني في الإشارات ص ٢٩٧.
(٣) البيت للسرى الرفاء أخذه من قول البحتري: بلونا ضرائب من قد نرى * فما أن رأينا لفتح ضريبا.
ديوانه ١/ ١٥١، والتبيان ١٧٩.
(٤) البيت من الوافر، وهو للحريرى في الإشارات (ص ٢٩٧)، وشرح عقود الجمان (٢/ ١٥٣)، والتبيان (ص ٥١٨) بتحقيقنا، والطراز (٢/ ٣٩٦)، وبلا نسبة في نهاية الإيجاز (ص ١٣٨).
(٥) البيت من الطويل، وهو لامرئ القيس في ديوانه (ص ١٦٣ / ط. الكتب العلمية)، وجمهرة اللغة (ص ٥٩٦)، وأساس البلاغة (خزن)، وبلا نسبة في مقاييس اللغة (٢/ ١٧٨)، والإشارات (ص ٢٩٧)، وشرح عقود الجمان (٢/ ١٥٢).