معين الطالب في علوم البلاغة،

محمد أمين الضناوي (معاصر)

المقابلة

صفحة 142 - الجزء 1

المقابلة

  أمثلة للشرح:

  أ - جاء في القرآن الكريم: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ١٣ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ١٤}⁣[الانفطار].

  ب - وقال أحد البلغاء: كَدَرُ الْجَمَاعَةِ، خَيْرٌ مِن صَفْوِ الْفُرْقَةِ.

  ج - وقال أبو تمام:

  يا أُمَّةً كَانَ تُبْحُ الْجَوْرِ يُسْخطها ... دهراً، فَأَصْبَحَ حُسْنُ الْعَدْلِ يُرْضِيها

  الشرح:

  تأمل المثل (أ) وقابل بين الجملة الأولى {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ١٣} وبين الجملة الثانية منه {وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ١٤} تجد أن المعنيين في الجملة الأولى قد قابلهما معنيان آخران في الثانية على الترتيب.

  وكذلك في المثل (ب) قابل أحد البلغاء «كَدَرَ الجماعة، بصفو الفرقة» على الترتيب بين المعنيين المتقابلين.

  أما في المثل (ج) فتجد أن الشطر الأول قد اشتمل على ثلاثة معان هي «قبح، الجور، يُسْخطها».

  وذكر في الشطر الثاني ثلاثة معانٍ أخرى مقابلة لها على الترتيب هي «حُسن، العدل، يُرضيها». وأداء الكلام على هذا النحو يسمى «مقابلة».

  والمقابلة في الكلام من أسباب جماله وبيان معانيه على شريطة أن تأتي الألفاظ عفواً بلا تعمل ولا تكلف. أما إذا تكلّفها أتت الألفاظ ثقيلةً غليظة، فيفقد الكلام رونق السهولة وجمال التعبير.