إعلام ذي الكياسة ببعض أنباء صاحب الكناسة،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

مقدمات البيعة وكيفيتها

صفحة 51 - الجزء 1

  فخرج الإمام زيد إلى الشام وهو يعلم لماذا استدعي، فلما دخل إلى هشام أبدى له الأمر الذي من أجله استدعاه إليه، فقال له: أنت زيد المؤمل للخلافة، وما أنت وذاك وأنت ابن أمة، فأجابه الإمام زيد # بقوله: إن الله بعث نبياً هو ابن أمة وهو إسماعيل بن إبراهيم، والنبوة أعظم من الخلافة، في خطاب طويل، ثم أمر هشام بسجن الإمام زيد #.

  وكان هشام يستدعيه من السجن فيدخل عليه الإمام زيد #، وقد دارت بينهما عدة لقاءات ومخاطبات في عدة مجالس، في كلها يخرج الإمام زيد من عند هشام بعد أن يسمعه أشد القول، وأقسى الكلام، وأقوى العبارات، التي تدل على عدم الخوف من سلطانه - كما تقدم ذلك -.

  ثم إن هشاماً أخرج الإمام زيداً من السجن، بعد أن هدده وتوعده.

  فأقام الإمام في الشام مدة يختلف إليه فيها الشيعة، فخشي هشام من بقاءه، فأرسله إلى الكوفة بالعراق إلى يوسف بن عمر، فلما وصل الكوفة كان بها الدعوة العامة التي تمكن فيها من إرسال بعوثه ودعاته إلى النواحي.

  فقيل: إن زيداً # بقي بالكوفة، ويوسف بن عمر يضايقه على الخروج منها.

  والسبب في مضايقته له بالخروج: هو الكتاب الذي أرسل به إليه هشام بن عبد الملك الذي رواه الطبري في تاريخه وهو: (أما بعد: فقد علمت بحال أهل الكوفة في حبهم أهل هذا البيت، ووضعهم إياهم في غير مواضعهم لانهم افترضوا على أنفسهم طاعتهم، ووظفوا عليهم شرائع دينهم، ونحلوهم علم ما