إعلام ذي الكياسة ببعض أنباء صاحب الكناسة،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

خروجه # وصفته

صفحة 56 - الجزء 1

  فلما قرأ يوسف بن عمر هذا الكتاب تغير وجهه، وامتلاء غيظاً وغضباً، ثم قدم ذلك الرجل الذي معه الكتاب، فضرب عنقه صبراً، وبعث إلى عامله بالكوفة الحكم بن الصلت، فأمره أن يطوف بالكوفة بالليل، وأن يستبحث بالنهار عن زيد بن علي.

  وكان قد سُعِيَ إلى يوسف بن عمر أيضاً بأن زيداً في دار رجلين، فبعث يوسف في طلب زيد ليلاً فلم يوجد عند الرجلين، فأتي بهما إلى يوسف فلما كلمهما استبان له أمر زيد #، وأمر بهما فضربت أعناقهما، فلما بلغ الإمام زيد بن علي، فخاف على نفسه أن يؤخذ قبل الأجل الذين بينه، وبين أهل السواد فلم يدر ما يصنع، وتخوف أن تؤخذ عليه الطريق، وأن يوقف على مكانه، وهو منفرد عن أصحابه، فتعجل الخروج قبل الاجل الذي بينه وبين أهل الامصار.

  وكان ديوانه # قد اشتمل على أسماء خمسة عشر ألف مقاتل من أهل الكوفة، سوى من بايعه في جميع البلدان، فاضطر الإمام إلى الخروج في يوم الأربعاء ٢٣ من محرم - وهو كاره للخروج في ذلك الوقت -.

  وكان قيامه وخروجه من دار معاوية بن إسحاق الأنصاري، وشعاره شعار رسول الله ÷: (يا منصور أمت)، ليلة الأربعاء في ليلة شديدة البرد.

  فخرج # على بغلة شهباء، وعليه عمامة سوداء، وبين يدي قربوس سرجه مصحف، والقراء والفقهاء محيطون به، والرايات والألوية تخفق