ومن فرائد قصائد والدنا الإمام الهادي لدين الله رب العالمين عز الدين بن الحسن
  أنسنا بإخوان لنا وأحبّة ... بشيبان وافوا من صحيح ومقعدِ
  وفي آنس مرّت ليالي أنيسة ... حسان أقمناها بغير تردد
  فهذا مسيري قد شرحتُ مرتّباً ... بنظم يحاكي نظم در منضدِ
  وأما معاني سيرتي فجليلة ... لكل لبيب نابه ومبلدِ
  هي الشمس لا تخفى ويخفى ضياؤها ... على مقلة إلا على عين أرمدِ
  فيا غافلاً عنّا ويا جاهلاً لنا ... إلى عَلَمٍ في رأسه النور فاقصدِ
  ستبدي لك الأيام ماكنتَ جاهلاً ... ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد(١)
  فناشد ذوي التقوى وصاحب اولي النهى ... ولا تصحب الأرذال تردى مع الردي
  فما همّنا إلا نكاية ظالم ... ونصرة مظلوم وإعطاء مجتدِ
  ونشرُ علوم يهتدي كل سائل ... بها في ظلام المشكلات ويرتدي
  ورقمُ طروس من صواب وحكمة ... ووعظ ملين كل صخر وجلمدِ
  وحاجة مخلوق وطاعة خالق ... لنا ولكل الخلق بار وموجدِ
  فهذا لعمري سيرتي وهي عادتي ... وأسبابها علمي وحلمي ومحتدي
  فليس لِخُلْقٍ غيرها متعوداً ... عسيراً على الإنسان مالم يعودِ
  فيا ربّ لا خيّبتني من تقبّل ... لكدّي وكدحي في سبيلك سيدي
  وكن لي رحيماً غافراً متغمّداً ... لدى خطأ أسلفته وتعمّدي
  وكُنْ حافظي من كلّ شرّ وناصري ... على كل ذي مكر طغى ومؤيدي
  وكن خاتماً بالخير عمري معامِلاً ... برفق وإحسان إذا قام عودي
(١) هذا البيت من معَلَّقَة طرفة، ولم يذكره الإمام لشهرته.