ولما نزل الإمام الهادي
  فانهض نصرت عليهم فأبدهم ... إن القرامط عاضدتها حار(١)
  قالوا إمامهم إله قادر ... كذبوا عليهم لعنة وصغار
  ولما نزل الإمام الهادي إلى الحق سلام الله عليه ورضوانه وأباد المفسدين وطهَّر اليمن من القرامطة الملحدين، قال علي بن محمد العلوي المذكور رضوان الله عليه من الكامل:
  ظهرت لعمرك دولةُ الإسلام ... بالفاطمي إمام كل إمام
  وتكشَّفَتْ عنَّا العماية كلها ... بإمام حقٍّ عادل الأحكامِ
  يا ابن النبي محمد ووصيه ... كهف الضعيف وكافل الأيتامِ
  ليث هزبر في الحروب غضنفر ... جهم شديد البطش والإقدامِ
  طلاب أوتار لدين إلهه ... قتال كل منافق ظلامِ
  ماضٍ على الهول العظيم مصمم ... ضخم الدسيعة ليس بالنوام(٢)
  عن كل مكرمة وكل فضيلة ... يسمو ويطلبها بكل حسام
  قد خصه رب العباد بعلمه ... واختاره من صالح الآنام
  وبه أبان الدين بعد خموله ... وبه يُكَشَّف حالك الإظلامِ
  والأمر بالمعروف قام بشأنه ... وأقام حقاً دعوة الإسلامِ
  ودعا الأنام إلى الصلاح وكلهم ... لا يبتغي بدلا بشرب مدام
  والفسق قالوا لا ندعه بحيلة ... شابوا جميعاً دينهم بحرام
(١) أي: بنو الحارث، وهذا من ترخيم غير المنادى وقد ورد. تمت.
(٢) الدسيعة: العطيّة الجزيلة والطبيعة والمائدة الكريمة والقوة. أفاده. ق.