عيون المختار من فنون الأشعار والآثار،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

ومن قصيدة للشاعر

صفحة 162 - الجزء 1

  فَبَغَتْ عليه أمة ضليلة ... ظلماً بغير دلالة ويقينِ

  قتلَتْ إماماً كان سيِّد مجدها ... وأعزها من هاضم ومهين

  لله كفّ أبْرَأَ التنِّين إذْ ... مَسَحَتْ أنامِلُهُ على التِّنِيْنِ

  وجرَتْ على الأعمى فعادَ سناؤُهُ ... ونفتْ عن المجنون طيف جنونِ

  ما كان يوم شوابة في عَصْرِنا ... إلا كيوم الطَّفِّ أو صفِّين

  ما كان أحمد حائداً عن ضدِّه ... كلا ولا عند الندا بضنين⁣(⁣١)

  أغنى الفقير ولم يرد مؤملاً ... لما أتاه خائباً بمصون

  قد كانت الأيام مشرقة له ... وسِنِيْنُهُ أزْرَتْ بكلّ سنين

  وهذا كما أشرنا إليه سابقاً من إعراب الملحق بجمع المذكر السالم على النون، ومنه ما ورد في الحديث الشريف: «اللهم اجْعَلْها عليهم سِنِيْناً كَسِنِينِ يوسف».

  قال:

  فثَوَتْ فأظلمت البلاد وعطلت ... تلك الدسوت وخانَ كل أمينِ

  وتفرَّقَتْ آراؤُهم وتَشَتَّتْ ... من بعد ذاك وخاب كل مكينِ

  فعليه مني ألف ألف تحية ... وعدوّه المسجون في سجين

  من لم يزر قبْرَ النبيّ بيثرب ... فعليه بالمهديِّ في ذيبين

  قال في مطلع البدور: هذا ما حضر من هذه القصيدة أحسن الله جزاءه.


(١) أي: بخيل.