عيون المختار من فنون الأشعار والآثار،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[قصيدة عمرو بن العاص الجلجلية يعاتب معاوية ليوليه مصر]

صفحة 186 - الجزء 1

  وقد بتَّ تذْرق ذرقَ الطيور ... حذاراً من البطل الأكملِ

  فلمّا ملكتَ وماتَ الحسام ... ونالتَ عصاكَ يد الأطولِ

  سمحتَ لغيري بوزن الجبال ... ولم تُعطني زِنة الخردل

  وأمْنَحتَ مصراً لعبد المليك ... وأنتَ عن الغيّ لم تعدلِ

  فإن لم تسارع في ردّها ... فإني لحرْبك بالمصطلي

  بخيلٍ جيادٍ وبيض الوجوه ... وبالمشرفيات والذُبّلِ

  سأخلعها منكمُ بالخداع ... كخلعِ النعال من الأرجلِ

  وألبستُها فيكَ لما عجزت ... كلبس الخواتم في الأنملِ

  ولم تكُ - والله - من أهلها ... وربّ المقام ولم تكملِ

  نصرناكَ من جهلنا يا ابن هند ... على البطل الأعظم الأفضلِ

  وكمْ قد سمعنا من المصطفى ... وصايا مخصَّصَة في علي

  وإن كان بينكما نسبة ... فأين الحسام من المنْجلِ

  وأينَ الثُّريا وأينَ الثرى ... وأين معاويةٌ من علي

  وفي يوم خُمٍّ رقى منبراً ... يُبلّغ والركب لم يرحلِ

  وفي كفِّه كفُّه مُعْلِناً ... ينادي بأمر العزيز العلي

  وقال فمن كُنْتُ مولىً له ... فهذا له اليوم نعْم الولي

  فوالِ مواليه يا ذا الجلال ... وعادِ معادي أخي المرسلِ

  ولا تنقضوا العهد من عترتي ... فقاطعهم ليَ لم يوصلِ

  فبَخْبخَ شيخُكَ لمّا رأى ... عرى عقد حيدر لم تحللِ