عيون المختار من فنون الأشعار والآثار،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

وقصيدة ابن الرومي:

صفحة 196 - الجزء 1

  فأقبلَ يدعو إلى حيدر ... بإرغابها وبإرهابها

  وآثر أن ترتضيه الأنام ... من الحكمين لأسبابها

  ليعطى الخلافة أهلاً لها ... فلم يرتضوه لإيجابها

  وصلى مع الناس طول الحياة ... وحيدر في صدر محرابها

  وقولك أنتم بنو بنته ... ولكن بنو العمّ أولى بها

  بنو البنت أيضاً بنو عمّه ... وذلك أدنى لأنسابها

  فدع في الخلافة فصل الخلاف ... فليست ذلولاً لركابها

  ومنها:

  وقلتَ بأنكم القاتلون ... أسود أمية في غابها

  كذبتَ وأسرفتَ فيما ادَّعَيْتَ ... ولم تَنْهَ نفسَك عن عابها

  فكم حاولتها مرات لكم ... فردت على نكص أعقابها

  ولولا سيوف أبي مسلم ... لعزَّتْ على جهد طلابها

  وذلك عبد لهم لا لكم ... رعا فيكم قرب أنسابها

  وكنتم أسارى ببطن الحبوس ... وقد شفكم لثم أعقابها

  فأخرجكم وحباكم بها ... وقمَّصكم فضل جلبابها

  فجازيتموه بِشَرِّ الجزاء ... لطغوى النفوس وإعجابها

  فدعْ ذكر قوم رضوا بالكفاف ... وجاؤوا الخلافة من بابها

  هم الزاهدون هم العابدون ... هم الساجدون بمحرابها

  هم الصائمون هم القائمون ... هم العالمون بآدابها

  هم قطب ملّة دين الإله ... ودور الرحى حول أقطابها