[بداية الكتاب]
  ليعلمَ المطَّلِعُ أنّ الله تعالى قد نشر آثار هذه الذرية النبوية في جميع الأقطار، وأظهر أنوارهم المضيئة فسارت مسير الشموس والأقمار، وأن من يحاول طمّ آثارهم وطمس منارهم يحاول نزح البحار، وإطفاء الأنوار كما قال الله ﷻ: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ الله بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى الله إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ٣٢}[التوبة]، وما أحسن قول من قال:
  وفي تَعَبٍ من يحسد الشمس نورها ... ويجهد أن يأتي لها بضريب
  ولله السيد الإمام الهادي بن إبراهيم الوزير حيث يقول مع تغيير يسير في المصراع الأخير:
  إذا افْتَخَرَتْ أميَّتُهم علينا ... بقولِ جريرها في الامتداحِ
  ألَسْتُمْ خيرَ من ركب المطايا ... وأندى العالمينَ بطونَ راحِ
  أجَبْناهم بما قد قِيل فينا ... وفي آبائنا صِيد البطاحِ
  أليس لجدِّكم في اللوح ذِكْرٌ ... مع اسم الله لا يمحوه ماحِ
  ومَنْ قال الولاية في سواكم ... فليس من الدّعاة إلى الصلاح
  وقد نَقلْتُ في التحف شرح الزلف وغيرها من اعتراف علماء المسلمين من أرباب الحديث والمؤرخين المرجوع إليهم عند الأمة وليسوا من المنتمين إلى طائفة الزيدية، وإقرارهم بما خصّهم الله تعالى به من العلم والفضل والسيرة الطاهرة والشمائل النبوية والفضائل العلوية، ولا سيما إمام الأئمة وهادي هداة الأمة الذي كشف الله تعالى به عن اليمن الغمة، وأزاح به ظلمات الظلمة، ما يقرّ أعين الناظرين المحبّين، ويجدع أنوف الجاحدين المناصبين والعاقبة للمتقين.