عيون المختار من فنون الأشعار والآثار،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

وقال # في قصيدته الرائية

صفحة 44 - الجزء 1

  محمد المرضي فيها خصيمهم ... ليأخذ منهم ماله كان من وتر

  يقول لهم يوم المعاد محمدٌ ... قتلتم بني الزهراء سيّدة الزهرِ

  وسقتموهم في الأسارى تَعَفْرُتاً ... على الله ربّ البيت والركن والحِجْرِ

  ولم توقنوا أني أخاصم عنهمُ ... وأطلب ثاري منكم ساعة النشرِ

  قتلتم بنيَّ الطاهرين ذوي التقى ... وروّعتم مني الحريم على الصغْرِ

  ألم يك حقّي واجباً في رقابكم ... فترعوا حقوق الله في واجب الأمرِ

  وترعوا حقوقي في بَنيَّ وحرمتي ... وتبغوا مني الوسيلة في الحشرِ

  قتلتم بني الدنيا بَنيَّ وخُنْتُمُ ... عهودي وأبديتم لنا غاية الغدرِ

  فذوقوا عذاب الله زال نعيمكم ... وحلّ بكم لا شك قاصمة الظهرِ

  إلى قوله #:

  فأوصيكَ بالتقوى وبالدين والهدى ... وإيثار أمر الله في السرِّ والجهرِ

  وأن لا تُرَى للدهر يوماً مطأطئا ... ولا تخضعنْ للدهر والزم على الصبرِ

  فيوشك أن تنفكّ منك علايق ... بصبرك إن أخلصتَ لله في الشكرِ

  عليكَ سلام الله ما ذرَّ شارقٌ ... وما غرَّدت ورقاء في سدف⁣(⁣١) الفجر

  انتهى المنقول منها، ولله درّه ما أبلغها وأروعها وأبرعها، ولم أجد لشيء من الشعر ما وجدتُ لها من الرقَّةِ والتحنّن واللطافة والروعة والجزالة والبطولة والبراعة والعلم والحكمة، ولم أتأثَّر بشيء من النظم كما تأثَّرت بها، هذا ما عندي ولكل ناظر نظره وذوقه، وكيف لا وهي صادرة ممن؟ وإلى من؟ سلام


(١) السدف جمع سُدْفَة: أي ظُلْمة وزناً ومعنى.