درر الفرائد في خطب المساجد،

عبد الله بن صلاح العجري (المتوفى: 1427 هـ)

[دائرة لأول جمعة في شهر رمضان المبارك]

صفحة 174 - الجزء 1

  والفحش، ومن ذلك ما يكون من بعض الصائمين من إطلاق ألسنتهم على أهليهم وأولادهم بالكلام الجارح لأتفه الأسباب، فبعض الأسر قد يكون دخول شهر رمضان الكريم عليهم نقمة لما يلاقونه من أولياء أمورهم الصائمين، فهذا لا يليق بالمسلم فرسول الله ÷ يقول: «أحسن الناس إيماناً أحسنهم خلقاً، وألطفهم بأهله، وأنا ألطفكم بأهلي»⁣(⁣١).

  فشهر الصوم يعرف في اللغة بشهر الصبر، وقد جاء في بعض التفاسير أن معنى قوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ}⁣[البقرة: ٤٥]، أن معناها: استعينوا بالصوم والصلاة، فعلينا أن نراعي حقوق الآخرين، وأن نصون جميع جوارحنا عن معاصي الله مهما كانت؛ لنكون من الصائمين لله بحقية صومه.

  وعلينا أن نهتم بالدعاء في هذا الشهر الكريم وبالتضرع إلى الله ø، فللدعاء آثار عظيمة في حياة الإنسان، وكذلك بتلاوة القرآن العظيم، ولكن بتدبر وإيقان وتعقل لمعانيه ومحتوياته؛ لتنشرح صدورنا وتشع قلوبنا من أنواره، وتمتلئ نفوسنا من خيراته وهدايته،

  اللهم فصل وسلم على محمد وآله، واجعل القرآن العظيم وسيلة لنا إلى أشرف منازل الكرامة، وسلماً نعرج فيه إلى محل السلامة، وسبباً نجزى به النجاة في عرصة القيامة، وذريعة نقدم بها على النعيم في دار المقامة، واجعلنا فيه وفي غيره من الفائزين المقبولين يا رب العالمين.

  ألا وصلوا وسلموا على من صلى الله عليه وملائكته وأمر المؤمنين بالصلاة والسلام عليه فقال عز قائلاً كريماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ٥٦}⁣[الأحزاب].

  اللهم صل وسلم على خير خلق الله وخاتم رسل الله سيدنا ونبينا محمد بن عبدالله، وعلى أخيه ووصيه والإمام من بعده أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن


(١) تقدم تخريجه.