[خطبة في التعريف بالحق]
[خطبة في التعريف بالحق]
  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﷽
  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي خلق العباد لغير خوف من نازلة، ولا لفاقة إلى فائدة، وإنما خلق ما خلق إظهاراً للقدرة ودلالة على الوحدانية، وإظهاراً وإبانة للقوة القوية والعز والمجد والربوبية، خلق ما خلق وجعلها دلائل تدل عليه، وتهدي من أناب من خلقه إليه؛ إذ لا تراه عيون الناظرين، ولا تبلغه أوهام المتوهمين؛ إذ لا سبيل إلى ما يستدل به عليه جل ثناؤه وتقدست أسماؤه، إلا بآثار صنعه ومصابيح دلائله، فسبحانه من إله حكيم لا إله إلا هو الرحمن الرحيم.
  وأشهد أنه الله الواحد الأحد الفرد الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.
  وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله، اصطفاه الله وارتضاه وائتمنه على وحيه، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الغمة، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الأبرار الصادقين الأطهار، الطيبين الأخيار، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
  عباد الله، نتواصى بتقوى الله وإيثار الحق على الباطل، واعلموا أن الحق طريق الجنة وأن الباطل طريق النار، وعلى كل طريق داع يدعو إليه، فمن أجاب داعي الحق قاده إلى الجنة، ومن أجاب داعي الباطل ساقه إلى النار.
  ألا وإن داعي الحق كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وقرناؤه عترة خاتم المرسلين أئمة الهدى والدعاة إلى الخير؛ لأن رسول الله ÷ قال: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»(١).
(١) رواه الإمام الهادي # في كتاب الأحكام.