[في التقوى]
[في التقوى]
  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ﷽
  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي بيده مقاليد الأمور، وبالتوكل عليه الكفاية من كل محذور، نحمده ونشكره على جميع الآلاء والأدواء، ونستعينه على دفع البأساء والضراء، ونرغب إليه في حالتي الشدة والرخاء.
  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي يؤتي الملك من يشاء وينزعه عمن يشاء، خالق السماوات والأرضين، ذلكم الله رب العالمين.
  وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله الصادق الأمين، المبعوث رحمة للعالمين، الداعي إلى النهج القويم والصراط المستقيم، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطاهرين، كهوف الأنام ومصابيح الظلام، الذين من آوى إليهم فقد بلغ المرام، ومن استشفع بهم فقد نال خير الدنيا والآخرة على الدوام.
  عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله فإنها من أهم الأمور وأوجبها على الإنسان، والتقوى هي القيام بجميع الواجبات والانتهاء عن جميع المحرمات والإخلاص في الأقوال والأعمال.
  قال الصادق # لما سئل عن التقوى ما هي؟ فقال: «أن لا يفقدك الله حيث أمرك ولا يراك حيث نهاك» يقول ربنا ø في معرض الثناء على المتقين: {سَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ١٣٣ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ١٣٤}[آل عمران]، {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ٥٤ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ٥٥}[القمر]، {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ ٤١ وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ ٤٢}[المرسلات]، {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ٣١ حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ٣٢ وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ٣٣ وَكَأْسًا دِهَاقًا ٣٤ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ٣٥ جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ٣٦}[النبأ].