درر الفرائد في خطب المساجد،

عبد الله بن صلاح العجري (المتوفى: 1427 هـ)

خطبة في فضل الصلاة

صفحة 30 - الجزء 1

خطبة في فضل الصلاة

  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي علا بحوله، ودنا بطوله، مانح كل غنيمة وفضل، وكاشف كل عظيمة وأزْل⁣(⁣١)، نحمده على عواطف كرمه وسوابغ نعمه، ونؤمن به أولاً بادياً، ونستهديه قريباً هادياً، ونستعينه قاهراً قادراً، ونتوكل عليه ناصراً كافياً، عظم حلمه فعفا، وعدل في كل ما قضى، وعلم بما يمضى وبما قد مضى، مبتدع الخلائق بعلمه، ومُشَيِّئهم بحكمه، بلا اقتداءٍ ولا تعليم، ولا احتذاءٍ لمثال صانع حكيم، ولا إصابة خطأ ولا حضرة ملأ.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الأول بلا بداية، والآخر بلا نهاية.

  وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله، أرسله لإنفاذ أمره وإنهاء عذره، وتقديم نذره، صلى الله وسلم عليه وعلى آله سفن النجاة وهداة الأمم ومصابيح الظلم، الذين من تمسك بهم نجا، ومن تخلف عنهم غرق وهوى.

  عباد الله، نتواصى بتقوى الله، واعلموا أن الله خلق الخلق وهو غني عن طاعتهم ولا تضره معصيتهم، أمرهم بعبادته ليكونوا أهلاً للقائه بقلوب سليمة، ويجازيهم على طاعته، قال الله العظيم في كتابه الكريم: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ٥٦ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ٥٧ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ٥٨}⁣[الذاريات].

  والعبادة أمور شتى، من أهمها وأعظمها الصلاة، وقد فرضها الله ø على المسلمين للثناء عليه بما يستحقه من تحميد وتمجيد على نعمه التي لا تحصى، وفرضها ø ليُذكِّرهم بأوامره، وليستعينوا بها على تخفيف ما يلاقونه من أنواع المشقة والبلاء.


(١) بسكون الزاي: الضيق والشدة. (لسان العرب).