دائرة عامة
دائرة عامة
  
  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله مبتدع البرايا بلا ظهير ولا معين ولا وزير، خلق الخلق لا لأنس من وحدة، ولا لتكثر من قلة، ولا لتعزز من ذلة، خلقهم لا لخوف من نازلة، ولا لفاقة إلى فائدة. ابتدأ خلقه بالرأفة والرحمة، ودلهم على النجاة والسلامة والعصمة، فله الحمد تعالى في الليل إذا يغشى وفي النهار إذا تجلى وله الحمد في الآخرة والأولى.
  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الذي حسرت عنه الأبصار، وكلّت عن الدنو إليه الأنظار، وصغرت عن الإحاطة به الأفكار.
  وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله الأمين على وحي الله، ومرشده الناصح لعباد الله، الذي نزَّل عليه الكتاب بالحق اليقين، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطاهرين.
  عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله فإن خير الزاد التقوى، وأوصيكم ونفسي بالتزام الصدق دائماً وأبداً؛ فالصدق من أجل الفضائل، حكم لم يختلف في صحته عاقل، ولم يخالف في هذا الحكم نظام.
  أما الشرائع السماوية فإن وجوب الصدق هو الحكم الأول من أحكام كل شريعة، إن الله ø لم يبعث نبيئاً من أنبيائه إلا بصدق الحديث وأداء الأمانة، والصدق أهم القواعد التي يقوم عليها بناء المجتمعات، وتنتظم بها وحدات الأمم، فأي بناء يبقى للمجتمعات وأية وحدة تبقى للأمة إذا انهارت دعامة الصدق بين أفرادها، وفقدت الثقة من كل قائل؟ فكيف يتعامل الناس بغير الصدق، وكيف يوثق بعلم العالم وعدل الحاكم وإنصاف الرعية بغير الصدق؟!
  فالصدق في القول دليل على رقي الأمة إذا كان أفرادها ملتزمين بالصدق قولاً، قال الصادق #: «من صدق لسانه زكي عمله».