خطبة الحقوق
خطبة الحقوق
  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﷽
  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله العدل الحكيم السميع العليم، اللهم لك الحمد بجميع محامدك كلها لدى جميع خلقك كلهم، حمداً لا منتهى لحده ولا حساب لعدده ولا انقطاع لأمده.
  حمداً يكون وصلة إلى طاعة الله وعفوه، وسبباً إلى رضوانه، وذريعة إلى مغفرته، وطريقاً إلى جنته، وخفيراً من نقمته، وأمناً من غضبه، وظهيراً على طاعته، وحاجزاً عن معصيته، وعوناً على تأدية حقه.
  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين.
  عباد الله، نتواصى بتقوى الله وإيثار طاعته، واعلموا أن على كل مسلم حقوقاً كثيرة: حقوق لله، وحقوق لنفس المسلم وجوارحه وحقوق لأعماله، وحقوق لمعلمه، وحقوق لمن استرعاه الله، وحقوق لقرابته وذوي رحمه، وحقوق للمسلمين على بعضهم الآخر.
  وقد اخترنا أن يكون موضوع خطبة اليوم في هذا الشأن، وقد اقتطفنا من رسالة الحقوق المروية عن زين العابدين وسيد الساجدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم أجمعين.
  فقد روي عنه أنه قال ما معناه: «حق الله عليك: أن تعبده لا تشرك به شيئاً، فإذا فعلت ذلك بإخلاص جعل لك تعالى عليه أن يكفيك أمر الدنيا والآخرة.
  وحق نفسك عليك: أن تستعملها بطاعة الله.
  وحق اللسان: أن تكرمه عن الخنا، وأن تعوده الخير وترك الفضول التي لا فائدة فيها، وعلى البر بالناس وحسن القول فيهم.
  وحق سمعك: أن تنزهه عن سماع الغيبة وسماع ما لا يحل سماعه.