درر الفرائد في خطب المساجد،

عبد الله بن صلاح العجري (المتوفى: 1427 هـ)

خطبة في محاسن الأخلاق نفع الله بها

صفحة 92 - الجزء 1

خطبة في محاسن الأخلاق نفع الله بها

  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله على ما عرفنا به من نفسه، وعلى ما ألهمنا به من شكره، وفتح لنا أبواب العلم بربوبيته، والحمد لله على ما دلنا عليه من الإخلاص له في توحيده، وجنبنا الإلحاد والشك في أمره.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحكيم العليم، ما كان ليخلق الناس عبثاً ولا أن يتركهم في هذه الأرض سداً، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون.

  وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله، خيرته من خلقه وصفوته من عباده، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطاهرين.

  عباد الله، اعلموا أن الإيمان والإخلاص قوة عظيمة يعصم بها الإنسان نفسه عن ارتكاب المحارم وعن التمادي في المآثم والجرائم، والإيمان أيضاً يدفع صاحبه إلى أعمال البر وإلى القيام بالطاعات والتحلي بالأخلاق الحسنة، فالعبادات التي شرعها الله وجعلها أركاناً في الإيمان، هي مفروضة على العبد لتعويده على الاستقامة، ولأن تكون حياته كلها حياة كريمة مملوءة بالأخلاق النبيلة الصحيحة، وأن يتمسك بها مهما تغيرت الظروف والأوقات؛ لئلا يكون من الذين يقول الله فيهم: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ١١}⁣[الحج].

  والقرآن الكريم والسنة الشريفة يبينان لنا هذه الحقيقة، فالصلاة المفروضة أبان الله الحكمة في إقامتها حين يقول: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}⁣[العنكبوت: ٤٥]، فالابتعاد عن الرذائل والتنزه والتطهير من سوء الأقوال والأعمال هو حقيقة الصلاة، روي في حديث قدسي: «إن الله عز