درر الفرائد في خطب المساجد،

عبد الله بن صلاح العجري (المتوفى: 1427 هـ)

[كلمة الحفل في يوم الغدير]

صفحة 322 - الجزء 1

[كلمة الحفل في يوم الغدير]

  

  وبه نستعين وعليه نتوكل وهو حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير، والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين.

  والصلاة والسلام على أشرف خلق الله وخاتم رسل الله، المأخوذ ميثاقه على جميع الأمم، رحمة الله للعالمين، وحجته البالغة على الأولين والآخرين، وعلى أخيه ووصيه وباب مدينة علمه، ولي المؤمنين بنص الكتاب المبين، ومولى المسلمين بتبليغ إمام المرسلين، من مهد الله بسيفه وعلمه قواعد الإسلام، وأورثه علم أنبيائه ورسله الكرام، صاحب هذا اليوم الأغر مولانا علي بن أبي طالب، وعلى عترته الكرام خيرة الله من ذؤابة إسماعيل، وحملة حجته من سلالة إبراهيم الخليل، قرناء الكتاب وأمناء رب الأرباب، أمان أهل الأرض من العذاب، المشهورين بعصمة جماعتهم وحجية إجماعهم بآي التطهير والمودة، والأمر بالطاعة والشهادة والأمان، وأخبار الكساء، وما لا يحاط به كثرة كتاباً وسنة.

  اصطفاهم الله للقيام بالسنة والفرض وإن رغمت أنوف أولي النصب والرفض، وارتضاهم لخلافة جدهم في الأرض إلى يوم العرض، وكلف العباد بمودتهم وطاعتهم، بعد أن أبان لهم ما اختصهم به من ذهاب الأرجاس عنهم وطهارتهم، وأنبأنا جل وعلا بأن من تمسك بهم أمن من الضلال وآل أمره إلى خير مآل، ومن خالفهم فقد وأد فطرته ودحض حجته وجحد نعمته، وبعد:

  فإن الحديث عن هذا اليوم لعسير، وإن محاولة الإلمام بفضائل صاحبه لأصعب من ذلك بكثير، كيف لا وذلكم اليوم هو يوم إكمال الدين، وإتمام النعمة على المسلمين بولاية سيد المسلمين وإمام المتقين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه صلوات رب العالمين، وقد نزل فيه من التفضيل والتكريم الكثير من الآيات في الكتاب المبين من لدن رب العالمين.