درر الفرائد في خطب المساجد،

عبد الله بن صلاح العجري (المتوفى: 1427 هـ)

دائرة عامة

صفحة 268 - الجزء 1

دائرة عامة

  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،

  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي خلق العباد لغير خوف من نازلة ولا لحاجة إلى فائدة، وإنما خلق العالم بما فيه إظهاراً لقدرته، ودلالة على وحدانيته، وإبانة لقوته وعزه ومجده وربوبيته، خلق ما خلق وجعل ما جعل دلائل تدل عليه وتهدي من أناب من عبيده إليه؛ إذ لا تراه عيون الناظرين، ولا تصل إليه أوهام المتوهمين، ولا سبيل إلى معرفته - جل ثناؤه وتقدست أسماؤه - إلا بالنظر إلى آثار صنعه ومصابيح دلائله، سبحانه من إله حكيم، لا إله إلا هو الرحمن الرحيم.

  وأشهد أنه الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، ولم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.

  وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده الذي اصطفاه ورسوله الذي ارتضاه وائتمنه على وحيه، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الصادقين الأبرار الطيبين الأخيار الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

  عباد الله، نتواصى بتقوى الله وإيثار طاعته، نتواصى بالحق وإيثاره على الباطل فالحق طريق الجنة والباطل طريق النار، ألا وإن على كل طريق من هاتين الطريقين داعياً يدعو إليها، فمن أجاب داعي الحق قاده إلى الجنة ومن أجاب داعي الباطل قاده إلى النار.

  واعلموا أن الداعي إلى الحق كتاب الله المبين، وتراجمته وقرناؤه عترة خاتم المرسلين، وقد أرشدنا الله ø إلى ذلك حين يقول: {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى}⁣[يونس: ٣٥]، جاء في التفسير أنها نزلت في أمير المؤمنين علي #.

  وأيضاً يقول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ١١٩}⁣[التوبة]، يقول المفسرون: إنها نزلت في آل محمد ÷.