درر الفرائد في خطب المساجد،

عبد الله بن صلاح العجري (المتوفى: 1427 هـ)

[في المولد النبوي الشريف]

صفحة 306 - الجزء 1

[في المولد النبوي الشريف]

  الخطبة للجمعة الثانية من شهر ربيع الأول وفيها بعد الموعظة ذكرى مولد الرسول ÷

  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله على ما أخذ وأعطى، وعلى ما أبلى وعلى ما ابتلى، الحمد لله الذي برحمته يستغيث المستغيثون، وإلى ذكر إحسانه يفزع المضطرون، الذي لا يرغب في جزاء من أعطاه، ولا يفرط في عقاب من عصاه، نحمده على حلمه بعد علمه، وعلى عفوه بعد قدرته، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.

  وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق ليخرج الناس من عبادة الأصنام إلى عبادة الملك العلام، ومن طاعة الشيطان إلى طاعة الله الواحد الأحد الديان، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطاهرين.

  عباد الله، نتواصى بتقوى الله فإن المتقين نالوا سعادة الدارين، ففي الدنيا نالوا عزة وهيبة تحصنهم من تهم المفترين، وأما في الآخرة فالجنة غايتهم ومصيرهم ونعم أجر العاملين.

  أيها الناس، اعلموا أن الله تعالى يبتلي عباده عند الإصرار على السيئات بنقص في الأموال والأنفس والثمرات، وحبس للبركات وإغلاق خزائن الخيرات؛ ليتوب تائب ويتذكر متذكر، وقد بين لنا سبحانه كيف نعمل إذا ابتلانا بذلك، فقال جل وعلا يحكي موعظة نوح لقومه: {ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا ٩ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ١٠ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ١١ وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ١٢}⁣[نوح].

  فالاستغفار والتوبة من الذنوب أحد الأسباب التي تدر الأرزاق وتحصل بها