[دائرة عامة]
[دائرة عامة]
  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﷽
  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي كان في أوليته وحدانياً، وكان في أزليته متعظماً بإلاهيته، متكبراً بكبريائه وجبروته، ابتدأ ما ابتدع وأنشأ ما خلق على غير مثال كان سبق لشيء مما خلق، المحتجب بنوره دون خلقه، في العز الشامخ والملك الباذخ، فوق كل شيء علا، ومن كل شيء دنا، فتجلى لخلقه بلا مشاهدة، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون.
  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلهاً واحداً أحداً فرداً صمداً لم يتخذ صاحبة ولا ولداً.
  وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله، الذي منحه الله علماً واسعاً لا يقاس، وحجة دامغة لا تقارع، وقدرة نادرة على الارتجال، أضف إلى ذلك صدق قلبه ولسانه وطهارة ضميره وعمق إيمانه، وهو الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الأطهار صلاة وسلاماً دائمين ما اختلف الليل والنهار.
  عباد الله، لقد اخترت أن تكون كلمات هذه الدائرة من أقوال رسول الله ÷ التي هيمنت على النفوس حتى أن أعتى الناس لا يقدر إلا أن يخشع ويلين عند استماعها؛ لأنها نابعة من صميم ضمير كان منطلقاً لأخلص النوايا الإنسانية العظيمة، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطاهرين.
  أيها المؤمنون، يقول رسول الله ÷ من خطبة طويلة: «أيها الناس، كأن الموت فيها على غيرنا كتب، وكأن الحق فيها على غيرنا وجب، وكأن الذي نُشَيِّع من الأموات قوم سفر عما قليل إلينا راجعون، نبوئهم أجداثهم، ونأكل تراثهم، كأنا مخلدون بعدهم، نسينا كل واعظة، وأمنَّا كل جائحة، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، طوبى لمن طاب كسبه، وصلحت سريرته، وحسنت علانيته،