درر الفرائد في خطب المساجد،

عبد الله بن صلاح العجري (المتوفى: 1427 هـ)

[دائرة عامة]

صفحة 273 - الجزء 1

  واستقامت خليقته، طوبى لمن تواضع في غير منقصة، وأنفق مما جمعه من غير معصية، وخالط أهل الفقه والحكمة، ورحم أهل الذل والمسكنة، طوبى لمن أنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله، ووسعته السنة ولم يشذ عنها إلى بدعة»⁣(⁣١).

  وعنه ÷ أنه قال: «صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة الخفية تطفئ غضب الله ø، وصلة الرحم زيادة في العمر، وكل معروف صدقة وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة، وأول من يدخل الجنة أهل المعروف»⁣(⁣٢).

  ويقول ÷: «من نقله الله من ذل المعاصي إلى عز الطاعة أغناه بلا مال وأعزه بلا عشيرة وآنسه بلا أنيس، ومن خاف من الله أخاف الله منه كل شيء، ومن لم يخف من الله أخافه الله من كل شيء، ومن رضي من الله باليسير من الرزق رضي الله منه باليسير من العمل، ومن لم يستحي من طلب الحلال من المعيشة خفت مؤنته ورخى باله ونَعُم عياله، ومن زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه وأنطق بها لسانه، وبصره عيوب الدنيا داءها ودواءها وأخرجه من الدنيا سالماً إلى دار القرار»⁣(⁣٣).

  ألا وصلوا وسلموا على من صلى الله عليه وملائكته وأمر المؤمنين بالصلاة والسلام عليه فقال عز قائلاً كريماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ٥٦}⁣[الأحزاب].

  اللهم صل وسلم على خير خلق الله وخاتم رسل الله سيدنا ونبيئنا محمد بن عبدالله، وعلى أخيه ووصيه والإمام من بعده أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي


(١) رواه الإمام الموفق بالله في كتاب الإعتبار وسلوة العارفين عن الإمام الحسين #.

(٢) تقدم تخريجه.

(٣) تقدم تخريجه.