درر الفرائد في خطب المساجد،

عبد الله بن صلاح العجري (المتوفى: 1427 هـ)

[دائرة عيد الفطر]

صفحة 335 - الجزء 1

  أيها المؤمنون، إنه ليس من الشكر على النعم اتباع الشهوات، والغفلة عن الطاعة ونسيان العبادة، فقد مرَّ علينا شهرٌ تضاعفت فيه الحسنات، فطوبى لمن حرسها بمراقبة ربه ومحاسبة نفسه.

  إخوة الإيمان، إن من العادات السيئة في الأعياد وخصوصاً في الزيارات العيدية فبدلاً من ثواب صلة الأرحام يعود الزائر بالآثام، وذلك بمصافحة غير الأرحام من النساء كزوجات الأعمام والأخوال وبناتهم، وبنات العمات والخالات، وزوجات الإخوة، وأخوات الزوجة، وذلك محرم في الشرع الشريف، يمحو المسلم بها حسنات شهره ويحبط عمله؛ حياءً من بعض النساء، والله أحق أن يستحى منه.

  وكذلك الضرب بالأغاني ونحوها في أيام العيد وغيرها من الأيام، ففي الأثر عن سيد البشر ÷: «إياكم والغناء فإنه ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الشجر»⁣(⁣١).

  ألا وصلوا وسلموا على من صلى الله عليه وملائكته وأمركم بالصلاة والسلام عليه فقال عز قائلاً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ٥٦}، اللهم صل وسلم على عبدك المجتبى ورسولك المصطفى، سيد الأنبياء وخاتم المرسلين محمد بن عبدالله الصادق الأمين، وعلى أخيه ووصيه والإمام من بعده، سيد الوصيين وإمام المتقين أبي الأئمة الأطايب، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وعلى زوجته الغراء فاطمة البتول الزهراء، وعلى ولديهما الإمامين الأعظمين سيدي شباب أهل الجنة أجمعين، وعلى الإمام الولي التقي، المجاهد الشهيد الزكي، ذي الشرف العلي والمنهج الواضح الجلي، أمير المؤمنين زيد بن علي، وعلى إمام اليمن محيي الفرائض والسنن، الهادي إلى الحق القويم، يحيى بن الحسين بن القاسم بن


(١) رواه الإمام زيد # في المجموع الفقهي و الحديثي عن الإمام علي #.