خطبة عيد الأضحى المبارك نفع الله بها آمين
  بيمينه حرم الله عليه الجنة وأوجب له النار» قيل له: يا رسول الله، وإن كان شيئًا يسيرًا؟ قال: «وإن كان قضيبًا من أراك»(١) حتى قال ذلك ثلاث مرات.
  واحذروا الكبر فإنه لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر كما جاء ذلك(٢) عن رسول الله ÷. والكبر: هو دفع الحق ورده وعدم قبوله، وهو أيضاً غمط الناس واحتقارهم. وعليكم بحسن الخلق.
  هذا، وصونوا ألسنتكم عن الكذب والغيبة والنميمة وقول الزور، وإياكم والنفاق فإن المنافقين في الدرك الأسفل من النار، وقوموا بأداء جميع الواجبات وتجنبوا جميع المحرمات، وتجنبوا كذلك الشبهات، واعملوا ما دام العمل ينفع وفي الخلاص مطمع وفي العمر مستمتع، قبل حلول الأجل الموعود وورود المنهل المورود فإنكم أبناء أموات وآباء أموات، وعما قليل أنتم أموات.
  واعلموا أن من أهم الواجبات وأعظم القربات موالاة أولياء الله ومعاداة أعداء الله، وأهمها مودة آل رسول الله ÷ يقول الله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى: ٢٣]، فمودتهم فريضة ومتابعتهم في عقائدهم وديدنهم أمان من الضلال.
  وأخيراً نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من المقبولين في هذا اليوم الأغر، وأن يجعلنا جميعاً من الآمنين في يوم الفزع الأكبر، يوم البعث والنشور، يوم الكشف عن المستور وتحصيل ما في الصدور، يوم أزلفت الجنة فأدنيت وبرزت الجحيم فسعرت، وجاءت الحفظة فشهدت، وأقرت الجوارح فنطقت، وهبطت الملائكة وجيء بالنبيئين والخصماء والمبطلين وقضى بين خلقه رب العالمين، وأنصف للمظلومين من الظالمين، وحكم بين عباده أجمعين؛ فظهر الفوز والنجاة
(١) ذكره الإمام الهادي # في كتاب الأحكام.
(٢) وذلك ما ذكره العنسي في كتاب الإرشاد عن النبي ÷ أنه قال: «لايدخل الجنة رجل في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر».