[آية المباهلة]
  «تمسكوا به فإنه مع الحق والحق معه»، وتارة يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه»، ويقول: «علي مني وأنا منه» ... إلى غير ذلك مما يطول ذكره، وكما نص على فضله خاصة، وفضل أهل البيت عامة فقد نطق القرآن بمفاخرهم، ونزلت الآيات في مآثرهم، وبيَّن ÷ بقوله وفعله وميزه من بين أمته.
  أما القول فكثير، منها: ما قاله يوم الغدير بأنه ولي كل مؤمن ومؤمنة، ومنها: ما جعله منه كهارون من موسى، ومنها: ما رواه حذيفة أنه قال في علي إنه خير البشر، ومنها: ما رواه أبو ذر وعمار رحمهما اللّه تعالى عن النبي ÷ أنه قال لعلي: «من أطاعك فقد أطاعني، ومن عصاك فقد عصاني»، وكقوله: «علي مني وأنا منه» وكقوله ÷: «أوحيَ إلي في علي أنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين» ... إلى غير ذلك مما يطول تقصيه.
  وأما الفعل: فإنه لم يؤمِّر عليه أحداً قط، وما بعثه في جيشٍ ولا سريةٍ إلا أمَّره عليهم، وأمرهم بطاعته وحذرهم عن مخالفته، وكان صاحب لوائه في غزواته حتى سأله جابر بن سمرة: يا رسول اللّه من يحمل رايتك يوم القيامة؟ فقال: «ومن عسى أن يحملها إلا من يحملها: علي بن أبي طالب»، وأخذ براءة من أبي بكر ودفعها إليه وقال: «لا يبلغها عني إلا أنا أو رجل مني» وأخرجه عند المباهلة، وأجراه مجرى نفسه دون غيره من أمته، وآخى بينه وبين نفسه لما آخى بين أصحابه وقال: «هو أخي في الدنيا والآخرة»، وزوّجه ابنته سيدة نساء العالمين مع كثرة خطَّابها من سادة العرب، وقال: «زوجتُكِ أعلمهم علماً وأقدمهم سلماً»، ولا نَقَم منه طول صحبته، ولا أنكر عليه شيئاً من قوله وفعله بل أنكر على من شكاه معرضاً عنه قائلاً له: «ما لكم ولعلي، علي مني وأنا منه، وهو وليّ كل مؤمن ومؤمنة»، هذا سوى ما كان عليه من صغره إلى كبره، فإنه غسَّله عند ولادته وسماه، وفي حِجْرِه المبارك ربَّاه، ولما بُعث كان أول من أجابه وصلى معه، وكان كشَّاف الكُرب عن وجه رسول اللّه ÷، وذابّاً عن الدين