[الفصل الثاني في العدل]
  فتتميز صنعة كل واحد منهم، {وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ}[المؤمنون: ٩١]، بالقهر والغلبة فيعجز المغلوب، والعاجز ليس بإله قادر، والغالب هو اللّه الذي لا إله إلا هو الحي القيوم القاهر.
[الفصل الثاني في العدل]
  وفيه عشر مسائل:
  ومعناه ما قاله الوصي #: (العدل أن لا تتهمه)، وصدق # فإنه من اتهم ربه فإنه لم ينزهه ولم يصفه بعدل، وفيه عشر مسائل:
  المسألة الأولى: أن اللّه تعالى عدل حكيم لا يفعل القبيح كالظلم والعبث.
  والدليل على ذلك: أنه قد ثبت أنه تعالى عالم غني، ومما يعلمه قبح القبيح وهو غني عنه فلا يفعله، ولأنه صفة نقص وهي من صفات المحدثات، واللّه تعالى لا يشبهها فلا يتصف بها، بل أفعاله كلها حسنة جارية على طبق الحكمة، وقد قال تعالى: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ٤٩}[الكهف] وقوله تعالى: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ}[النساء: ١٤٧] وغيرها.
  المسألة الثانية: أن أفعال العباد حسَنها وقبيحها منهم لا من اللّه تعالى؛ لأنها حاصلة ومنتفية بحسب اختيارهم، وذلك معلوم بالضرورة، ولأنها لو كانت من فعله تعالى؛ لما أمرهم بالطاعات ونهاهم عن المعاصي، كما أنه لم يأمرهم بنحو: الطول والقِصَر والألوان؛ لمّا كانت من فعله تعالى، ولكان ذلك قبيحاً، ولأن اللّه تعالى قد نسب أفعالهم إليهم فقال تعالى: {لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ٢}[الصف]، و {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ٢٤}[الواقعة] و {وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا}[العنكبوت: ١٧] وغيرها.