[معاني قدر - المشدد -]
[معاني قدَّر - المشدد -]
  وقدّر - مشدداً - على معانٍ أيضاً:
  ١ - بمعنى: خلق، كما في قوله تعالى: {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا}[فصلت: ١٠].
  ٢ - وبمعنى: أحكم، كقوله تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ٢}[الفرقان].
  ٣ - وبمعنى: بيّن، تقول: قدر القاضي نفقة الزوجة.
  ٤ - وبمعنى: قَاسَ، تقول: قدرت ذا على ذاك.
  ٥ - وبمعنى: فَرَضَ، يقال: قدِّر ما شئتَ.
  فيجوز أن يقال: إن اللّه تعالى قدَّر الواجبات بمعنى فرضها، وقدَّر الطاعة والمعصية بمعنى بيّنها، مقيداً، لا بمعنى خلقها. خلافاً للمجبرة.
  قالوا: قال اللّه تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ٩٦}[الصافات].
  قلت: يعني خلقكم والحجارة التي تعملونها أصناماً.
[معنى الإيمان بالقضاء والقدر]
  نعم، وكل ما كان من فعله تعالى فهو بقضائه وقدره، وعليه يحمل الحديث: «لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره»، سمي شراً مجازاً؛ لنفرة النفوس عنه كالأمراض والنقائص، والإيمان به اعتقاد أنه من اللّه تعالى بحكمةٍ ومصلحةٍ يعلمها.
  واعلم أن المجبرة هم: القدرية لقولهم: إن المعاصي بقدر اللّه تعالى، ونحن ننفي ذلك، والنسبة في لغة العرب من الإثبات لا من النفي كما يقال ثنوي(١)، ولكثرة لهجتهم به.
  وقد صح عند أهل الإسلام قوله ÷: «القدرية مجوس هذه الأمة».
(١) فيقال: قدري لمن يقول بالقدر لا لمن ينفيه، ويقال: ثنوي لمن يقول بالتثنية لا لمن ينفيها، وإلا قيل للمسلم: ثنوي؛ لأنه ينفي التثنية.