الموعظة الحسنة،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[الدليل على وجوب معرفة هذه المسائل من العقل والشرع]

صفحة 56 - الجزء 1

[الباب الثالث]

  في أمهات مسائل أصول الدين

  التي لا يعذر في جهلها أحدٌ من المكلفين

  على سبيل الجملة والاختصار

[الدليل على وجوب معرفة هذه المسائل من العقل والشرع]

  اعلم أنه يجب على كل مكلف أن يعرف اللّه تعالى حق معرفته، ويعرف توحيده، وعدله وحكمته، وصدق وعده ووعيده، وما يتبع ذلك من النبوة والإمامة ونحو ذلك، والأصل في وجوبه العقل والشرع.

  أما العقل: فلأن كل عاقل يقضي بوجوب شكر المالك المنعم، ولا يمكن توجيه الشكر إليه إلا بعد معرفته، وهو سبحانه وتعالى لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس، فلا تمكن معرفته إلا بالنظر في آياته والتفكر في صنعه.

  وأما الشرع: فمن الكتاب قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ}⁣[محمد: ١٩]، وقوله تعالى: {فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}⁣[هود: ١٤]، وقوله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ}⁣[آل عمران: ١٨].

  ومن السنة: قول النبي ÷: «من أخذ دينه عن التفكر في آلاء اللّه تعالى والتدبر لكتابه العزيز والتفهم لسنتي زالت الرواسي ولم يزُل، ومن أخذ دينه عن أفواه الرجال وقلدهم فيه مالت به الرجال من يمين إلى شمال وكان من دين اللّه