الموعظة الحسنة،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[معاني الفتنة]

صفحة 67 - الجزء 1

  فمعنى قوله: {وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ}⁣[ابراهيم: ٢٧] أي: يهلكهم، أو يعذبهم، أو يحكم عليهم، أو يسميهم به.

  ولا يجوز أن يكون بالمعنى الأول [من معاني الضلال] إذ هو ذم لله تعالى وتزكية لإبليس وجنوده وذلك كفر.

[معاني الفتنة]

  والفتنة كذلك [تطلق على معانٍ]:

  ١ - [فتأتي] بمعنى: المحنة، كقوله ÷: «ستأتي من بعدي فتن كقطع الليل المظلم؛ فيظن المؤمنون أنهم هالكون، ثم يكشفها اللّه تعالى بنا أهل البيت».

  ٢ - وبمعنى: الاختبار، كقوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}⁣[العنكبوت: ٣].

  ٣ - وبمعنى: الإضلال، كقوله تعالى: {يَابَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ}⁣[الأعراف: ٢٧].

  ٤ - وبمعنى: العذاب، كقوله تعالى: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ١٣}⁣[الذاريات].

  فيجوز أن يفتن اللّه تعالى المكلفين أي يختبرهم بالتكاليف والشدائد، ويفتن العصاة بمعنى يعذبهم لا بمعنى يضلهم عن طريق الحق لأنها صفة نقص واللّه يتعالى عنها.

[معنى الختم والطبع]

  والختم والطبع [يأتيان] بمعنى التغطية وبمعنى العلامة.

  ولا يجوز أن يقال: إن اللّه طبع على قلوب الكفار بمعنى: غطى عليها.

  [وقال] بعض العدلية: ويجوز بمعنى: جعل علامة⁣(⁣١).

  والمختار أن الطبع والختم والغشاوة والحجاب في مثل قوله تعالى: {طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ}⁣[النحل: ١٠٨]، {وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ


(١) علامة على القلب لتعرف الملائكة.