الموعظة الحسنة،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

* [خبر السفينة]

صفحة 45 - الجزء 1

* [خبر السفينة]

  ومنها قوله ÷: «أهل بيتي فيكم كسفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى، ومن قاتلنا آخر الزمان فكأنما قاتل مع الدجّال»⁣(⁣١)، وهذا الحديث أيضاً مجمع على صحته عند علماء الآل وشيعتهم، وأهل التحقيق من غيرهم، وقد روي بطرق عديدة من جهة الموالف والمخالف، وهو وأمثاله صريح في نجاة المتبع لهم وهلكة المخالف لهم.

* [خبر النجوم]

  وقوله ÷: «أهل بيتي أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء»⁣(⁣٢)، رواه الإمام أبوطالب والإمام أبوعبداللّه الجرجاني @.


(١) هذا من أخبار السفينة ومن ألفاظها: «إن مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق» أخرجه الطبراني في الأوسط بإسناده إلى أبي سعيد. وأخرج خبر السفينة أحمد عن عمار وهو والترمذي عن أنس والطبراني عن ابن عمر والحاكم عن أبي ذر، وأبو نعيم عن أبي ذر وابن عباس، وابن الأثير والخطيب وأبو يعلى والأسيوطي والملا وابن أبي شيبة والمحب الطبري وغيرهم وأكثرهم من طرق وأخبار السفينة مشهورة. انظر الاعتصام وتخريج الشافي وشرح الغاية ولوامع الأنوار. قال ابن حجر في صفحة ١٤٣ من الصواعق: ووجه تشبيههم بالسفينة أن من أحبهم وعظمهم شكراً لنعمة مشرفهم وأخذ بهدي علمائهم نجا من ظلمة المخالفات، ومن تخلف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم وهلك في مفاوز الطغيان، قال: وبباب حطة أن اللّه جعل دخول ذلك الباب هو باب أريحا أو بيت المقدس مع التواضع والاستغفار سبباً للمغفرة، وجعل لهذه الأمة مودة أهل البيت سبباً لها. تمت من الإمام الحجّة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي #.

(٢) أخرج أخبار النجوم والأمان: احمد بن حنبل في المناقب عن علي # ومسدد وابن أبي شيبة وأبو يعلى والطبري والحاكم في المستدرك وفي ذخائر العقبى عن ابن عباس ® قال: قال رسول اللّه ÷: «النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف فإذا خالفتهم قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب الشيطان» أخرجه الحاكم في المستدرك وقال: هذا صحيح الإسناد، وقد أخرجه وغيره أئمة العترة، ولكن ذكرنا رواية المحدثين لإقامة الحجة على المخالفين، وعدم اتساع المجال، ومن أراد الاستكمال فليرجع إلى البسائط التي سبقت الإشارة إليها، وقد جمعت في لوامع الأنوار ما فيه الكفاية وفي هذا بلاغ لقوم عابدين. تمت من الإمام الحجّة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي #.