[دخول ذرية الحسنين (ع) في الآية]
  وفي بعضها نحوه عن أنس، وفي بعضها نحوه عن أبي سعيد ¥ قال: لما نزلت هذه الآية: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ}[طه: ١٣٢]، كان رسول اللّه ÷ يجيء إلى باب علي صلاة الغداة ثمانية أشهر يقول: «الصلاة يرحمكم اللّه: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}»، إلى غير ذلك، ولو استقصينا ما في هذا المعنى من الأحاديث النبوية لخرجنا عن المقصود، وفيما ذكرناه إرشاد إلى ما أغفلناه.
[دخول ذرية الحسنين (ع) في الآية]
  فإن قيل: التنصيص على علي وفاطمة والحسن والحسين يخرج من يوجد من أولاد الحسنين.
  قلنا: ليس المراد بالتنصيص إلا إخراج من يُتوهم دخوله في أهل البيت من الأزواج والأقارب وتخصيصهم ببيانِ كونهم أهل البيت لأنه لم يوجد من أهل البيت وقت نزول الآية غيرهم، وإلا فشمول أهل البيت لمن سيوجد كشمول الأمة، ويوضح ذلك قوله ÷: «إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه وعِترتي أهل بيتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يَردَا علي الحوض»، وغيره مما سبق في صدر الباب، وقد روي عن زين العابدين علي بن الحسين @ أنه قال لرجل من أهل الشام: (أما قرأت الأحزاب: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}[الأحزاب]؟ فقال: ولأنتم؟ قال: نعم).
  فإن قيل: قد ثبت كون علي # من أهل الكساء فدل أن يكون أولاده من غير فاطمة كأولاد الحسنين داخلين في معنى الأهل والعترة.
  قلنا: إنما كان أولاد فاطمة عترة للنبي ÷ لقوله: «كل بني أنثى ينتمون إلى أبيهم إلا ابني فاطمة فأنا أبوهما وعصبتهما» ونحوه، وليس كذلك أولاد علي من غير فاطمة &.