[بيان النبي ÷ للآية بحديث الكساء]
[بيان النبي ÷ للآية بحديث الكساء]
  ولا يصح أن يكون المراد بأهل البيت أزواجه؛ لأنَّ الأهل إذا أضيف إلى البيت لم يتبادر منه الأزواج، ولأنه ÷ قد بيَّن المراد به في أحاديث كثيرة بالغة حد التواتر، ويؤيد ذلك أنّ سؤال أم سلمة ¥ ا لم يقع إلا بعد أن انقضى دعاؤه لأهل الكساء $ في جميع الأخبار، وقولها بعد ما قضى دعاءه صريحٌ في خروجها عنهم، إذْ قد حصل البيان بقوله ÷: «اللّهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً»، ونحوه كما في الروايات.
[سبب اختلاف روايات الحديث]
  وأما اختلاف روايات هذا الحديث فيجب أن يقال كما قال الشيخ محب الدين الطبري الشافعي في ذخائر العقبى: الظاهر أن هذا الفعل تكرر منه ÷، يدل عليه اختلاف هيئة اجتماعهم، وما جلَّلهُم به، ودعاؤه لهم وجواب أم سلمة.
  ويُحَقِّق ما رواه في الذخائر بروايته عن عائشة وزينب، ولا يلزم التنافر في الآية الكريمة، لأن أكثر المفسرين والرواة على أن الآية لم تنزل في نساء النبي ÷، ولاشك في حسن تخصيصهن بالذكر وتمييزهن بخِطابِهِ تعالى بما يرفع قدرَهن وتعليل ذلك باتصالهن برسول اللّه ÷ وبأولاده الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، مع أن التفسير المرفوع إلى النبي ÷ هو الذي يجب الرجوع إليه؛ لقوله تعالى: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}[النحل: ٤٤]، فكيف وقد روي حديث الكساء بطرق متكاثرة يحصل التواتر بدونها، ونقله الجم الغفير من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من حُفَّاظ المحدثين، ولفظه على رواية لأبي طالب # في أماليه بالإسناد إلى أم سلمة ¥ ا: أن النبي ÷ أخذ ثوباً فجلله على علي وفاطمة والحسن والحسين $ ثم قرأ هذه الآية: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}[الأحزاب]، فجئت لأدخل معهم فقال: «مكانك يا أم سلمة إنك على خير»،