بحث مفيد
  ومعاوية هو إمام أهل السنة والجماعة كما أن علي بن أبي طالب هو إمام الشيعة، وأهل السنة يبالغون في الدفاع عن معاوية، ويتكلفون له الفضائل، وهم بالنسبة للمحافظة على كرامة معاوية والتشدد فيها، وإن كانوا في باطل كالشيعة بالنسبة للمحافظة على كرامة إمامهم علي بن أبي طالب ¥.
  وما عناية أهل السنة والجماعة في ذكر فضل الصحابة والتشدد في المحافظة على كرامة الصحابة و ... إلخ إلا من أجل المحافظة على كرامة إمامهم معاوية في الدرجة الأولى، والمحافظة على كرامة أبي بكر وعمر وعثمان في الدرجة الثانية وليس لهم عناية في ذكر الصحابة إلا من أجل هؤلاء: معاوية والخلفاء الثلاثة، ولا يبالون بمن سواهم، أما معاوية فهو إمامهم ومؤسس مذهبهم، وأما الخلفاء الثلاثة فلأن معاوية حسنة من حسناتهم، وهم الذين وطدوا له الملك، وكانوا أئمة لمعاوية يهتدي بهديهم ويسير على سيرتهم، والذي يقرأ التاريخ المتعلق بهذا الباب يجد صحة ما ذكرنا.
  نعم، كان محمد بن أبي بكر ¥ من أصحاب علي بن أبي طالب، ومن المجدين معه، وكان معاوية يكتب إليه ويصفه بأنه الزاري على أبيه حيث انضم إلى صف علي بن أبي طالب.
  ومن جملة ما قاله معاوية في كتابه إلى محمد بن أبي بكر ما معناه: نحن ما اقتدينا فيما قمنا به من حرب علي وعداوته إلا بأبيك، فعلى أثره مشينا، وبفعله اقتدينا، فإن شئت أن تذمنا فذم أباك ...
  هذا، وكان محمد بن أبي بكر ¥ من أعظم أنصار علي بن أبي طالب، ومن شيعته المخلصين، وكان علي ¥ قد ولاه مصر فبعث إليه معاوية بجيش كبير على رأسهم عمرو بن العاص فالتقوا ونشبت بينهم الحرب، وانتهت المعركة بهزيمة أهل مصر وأخذ عمرو بن العاص محمد بن أبي بكر أسيراً فقتله قتلة قبيحة، وهي أنه وضعه في جلد حمار، وأحرقه بالنار.