[الفضل الذي يروجه أهل السنة لبعض الصحابة]
  درجات الفضل أعظم مساعد على إنجاح مساعيهم في طمس فضل علي وأهل البيت، وطمس مذاهبهم، وإبعاد الناس عن التشيع فيهم؛ لأن مذهب علي وأهل البيت وجميع الشيعة أن علياً أولى بالخلافة بعد النبي ÷ من أبي بكر، وأن أبا بكر أخذ الخلافة وهو لا يستحقها؛ فوجد أهل السنة الطريق إلى الطعن على الشيعة وذمهم، والتحذير منهم عند عامة الناس فيقولون لهم: الشيعة يسبون أبا بكر وعمر وعثمان، ويتهمونهم بالظلم والعدوان حيث أخذوا الخلافة، فيستقر في أذهان العوام أن الشيعة أهل باطل؛ لأنهم تطاولوا إلى سب أعظم صحابة الرسول ÷ الذين هم خلفاؤه الراشدون؛ فتنفر لذلك نفوسهم عن الشيعة الذين يحبون علياً وأهل البيت، وإذا أدى حب علي وأهل البيت إلى ذلك فإن حبهم حينئذ يكون ذنباً.
  وهذا المذهب من أوله إلى آخره مذهب سياسي لا أصل له في الدين ولا علاقة له بالإسلام رأساً، وهو في الواقع كما قلنا مذهب سياسي وضع لحرب الإسلام وطمسه، وإبعاد الناس عنه.
  - ومؤسس هذا المذهب هو معاوية بن أبي سفيان، وانتشر بقوة دولة معاوية، ثم ما تعقبه من سلاطين بني أمية وسلاطين بني العباس، لذلك انتشر في جميع البلدان، ودانت به عوام المسلمين، وغاب مذهب الشيعة تماماً من الساحة، ولم تسمح له المقادير بدولة تنشره في البلدان؛ فإن الدولة تفرض ما تشاء من المذاهب بقوتها، وتحمل الناس على ما تريد، والناس تميل مع الدولة وتدين بدينها.
  لذلك دان الناس بدين أهل السنة والجماعة ومالوا معه، وهو مذهب مبني من أول يوم على عداوة علي وأهل البيت والشيعة؛ لأنهم يتبرمون من أبي بكر وعمر وعثمان لأخذهم الخلافة بغير حق.
  إذا عرفت ذلك فاعلم أن الأدلة قائمة وهي بمرأى ومسمع أهل السنة يرونها